Wednesday, August 29, 2007

تكملة شرح الحديث الثالث

نكمل الشرح للحديث الثالث من صحيح البخاري يارب نكون بنحفظ حديث حديث مع بعض ونستعين بالله اولا ثم بالشرح ثانيا في فهم اللي بنحفظوه عشان ما نبقاش مجرد بغبغانات بتردد الكلام من غير فهم
قوله‏:‏ ‏(حبب‏)‏ لم يسم فاعله لعدم تحقق الباعث على ذلك، وإن كان كل من عند الله، أو لينبه على أنه لم يكن من باعث البشر، أو يكون ذلك من وحي الإلهام‏.‏
والخلاء بالمد‏:‏ الخلوة، والسر فيه‏:‏ أن الخلوة فراغ القلب لما يتوجه له‏.‏
وحراء بالمد وكسر أوله كذا في الرواية وهو صحيح‏.‏
وفي رواية الأصيلي بالفتح والقصر وقد حكى أيضا، وحكى فيه غير ذلك جوازا لا رواية‏.‏
هو جبل معروف بمكة‏.‏
والغار‏:‏ نقب في الجبل وجمعه غيران‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فيتحنث‏)‏ هي بمعنى يتحنف، أي يتبع الحنفية وهي دين إبراهيم، والفاء تبدل ثاء في كثير من كلامهم‏.‏
وقد وقع في رواية ابن هشام في السيرة ‏"‏ يتحنف ‏"‏ بالفاء أو التحنث إلقاء الحنث وهو الإثم، كما قيل‏:‏ يتأثم ويتحرج ونحوهما‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏وهو التعبد‏)‏ هذا مدرج في الخبر، وهو من تفسير الزهري كما جزم به الطيبي ولم يذكر دليله‏.‏ نعم في رواية المؤلف من طريق يونس عنه في التفسير ما يدل على الإدراج‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏الليالي ذوات العدد‏)‏ يتعلق بقوله يتحنث، وإبهام العدد لاختلافه، كذا قيل‏.‏
وهو بالنسبة إلى المدد التي يتخللها مجيئه إلى أهله، وإلا فأصل الخلوة قد عرفت مدتها وهي شهر، وذلك الشهر كان رمضان، رواه ابن إسحاق‏.‏
والليالي منصوبة على الظرف، وذوات منصوبة أيضا، وعلامة النصب فيه كسر التاء‏.‏
وينزع بكسر الزاي أي‏:‏ يرجع وزنا ومعنى، ورواه المؤلف بلفظه في التفسير‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏لمثلها‏)‏ أي‏:‏ الليالي‏.‏
والتزود استصحاب الزاد‏.‏
ويتزود معطوف على يتحنث‏.‏
وخديجة هي أم المؤمنين بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى، تأتي أخبارها في مناقبها‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏حتى جاءه الحق‏)‏ أي‏:‏ الأمر الحق، وفي التفسير‏:‏ حتى فجئه الحق - بكسر الجيم - أي بغته‏.‏
وإن ثبت من مرسل عبيد بن عمير أنه أوحي إليه بذلك في المنام أولا قبل اليقظة، أمكن أن يكون مجيء الملك في اليقظة عقب ما تقدم في المنام‏.‏
وسمي حقا لأنه وحي من الله تعالى‏.‏

Saturday, August 25, 2007

شرح الحديث الثالث

نشرح الحديث الثالث حته حته عشان ما يبقاش الكلام طويل وطبعا من فتح الباري
قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا يحيى بن بكير‏)‏ هو يحيى بن عبد الله بن بكير، نسبه إلى جده لشهرته بذلك، وهو من كبار حفاظ المصريين، وأثبت الناس في الليث بن سعد الفهمي فقيه المصريين‏.‏
وعقيل بالضم على التصغير، وهو من أثبت الرواة عن ابن شهاب، وهو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة الفقيه، نسب إلى جد جده لشهرته، الزهري نسب إلى جده الأعلى زهرة بن كلاب، وهو من رهط آمنة أم النبي -صلى الله عليه وسلم-، على إتقانه وإمامته‏.‏ ‏(‏1/ 23‏)‏
قوله‏:‏ ‏(‏من الوحي‏)‏ يحتمل أن تكون ‏"‏ من ‏"‏ تبعيضية، أي‏:‏ من أقسام الوحي، ويحتمل أن تكون بيانية، ورجحه القزاز‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏الرؤيا الصالحة‏)‏ وقع في رواية معمر ويونس عند المصنف في التفسير ‏"‏ الصادقة ‏"‏ وهي التي ليس فيها ضغث، وبدئ بذلك ليكون تمهيدا وتوطئة لليقظة، ثم مهد له في اليقظة أيضا رؤية الضوء، وسماع الصوت، وسلام الحجر‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏في النوم‏)‏ لزيادة الإيضاح، أو ليخرج رؤيا العين في اليقظة لجواز إطلاقها مجازا‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏مثل فلق الصبح‏)‏ بنصب مثل على الحال، أي مشبهة ضياء الصبح، أو على أنه صفة لمحذوف، أي جاءت مجيئا مثل فلق الصبح‏.‏
والمراد بفلق الصبح‏:‏ ضياؤه‏.‏
وخص بالتشبيه لظهوره الواضح الذي لا شك فيه‏.‏

Tuesday, August 7, 2007

الحديث الثالث للبخاري

نص الحديث سندا ومتنا
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ -أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -أَنَّهَا قَالَتْ‏:‏
أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ‏.‏
ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ، فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ -وَهُوَ التَّعَبُّدُ -اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ‏:‏ اقْرَأْ‏.‏
قَالَ‏:‏ مَا أَنَا بِقَارِئٍ‏.‏
قَالَ‏:‏ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ‏:‏ اقْرَأْ‏.‏
قُلْتُ‏:‏ مَا أَنَا بِقَارِئٍ‏.‏
فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ‏:‏ اقْرَأْ‏.‏
فَقُلْتُ‏:‏ مَا أَنَا بِقَارِئٍ‏.‏
فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ‏:‏ ‏
(‏اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ‏)
فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- فَقَالَ‏:‏ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي‏.‏
فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ‏:‏ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي‏.‏
فَقَالَتْ خَدِيجَةُ‏:‏ كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ‏.‏
فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى -ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ -وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ، فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ‏.‏
فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ‏:‏ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ‏.‏
فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ‏:‏ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى‏؟‏
فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -خَبَرَ مَا رَأَى‏.‏
فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ‏:‏ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ‏.‏
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -‏:‏ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا‏.‏ ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ‏.‏